لابد من المحافظة على العمل من إبطاله وكثير من الأعمال تُبطل أعمالك الصالحة وأنت لا تدري المحقرات التي ابتلى بها المخلوقات في الزمن القديم وفي هذه الأوقات تبطل الأعمال الصالحات وتوجب لفاعلها دخول أسفل الدركات مع أنه عمل الصالحات لكنها بطلت يقول الله جل وعلا عن هذا الصنف من المنافقين بعد أن ذكر أخبارهم في سورة التوبة (براءة) : "يحذر المنافقون أن تنزل عليهم سورة تنبئهم بما في قلوبهم قل استهزءوا إن الله مخرج ما تحذرون ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون لا تعتذروا وقد كفرتم بعد إيمانكم إن نعف عن طائفة منكم نعذب طائفة بأنهم كانوا مجرمين".
وهذه الآيات نزلت كما ثبت عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما في مغازي ابن اسحق وغيره رحمة الله عليهم جميعاً في المنافقين الذين تكلموا على القراء على حملة القرآن فقالوا قراؤنا أكذبنا ألسنة وأرغبنا بطونا وأجبننا عند اللقاء فحكم الله بردتهم وكفرهم عندما حقروا شعائر الله جل وعلا: "ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب" نمزح ولا نقصد بذلك الحقيقة "قل أبا لله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون لاتعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم".
كم من إنسان في هذه الأيام يستحقر ويستهزأ بشعائر الإسلام فلو كان عنده من الحسنات ما يزيد على جبال تهامه لحبطت وبطلت كم من إنسان في هذه الأيام تعرض عليه أمر النبي صلى الله عليه وسلم يقول دعنا منه والله جل وعلا اعتبر رفع الصوت فوق صوت النبي عليه الصلاة والسلام محبطاً للعمل فكيف بمن رد سنة النبي صلى الله عليه وسلم "يأيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض أن تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون".