إخوتي الكرام: أخبرنا نبينا عليه الصلاة والسلام عن خطر الشهوات التي يتهافت عليها المخلوقات والصائم قد حصّن نفسه منها ثبت في سنن أبي داود والنسائي والترمذي والحديث رواه ابن حبان والحاكم في المستدرك وإسناده صحيح من رواية أبي هريرة أيضاً رضي الله عنه وأرضاه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال " لما خلق الله الجنة دعا جبريل فقال يا جبريل إذهب فانظر إليها –أنظر إليها وما أعد الله لأوليائه فيها –فذهب ونظر إليها –ورأى ما فيها من النعمة والبهجة والنعيم العظيم فعاد فقال الله له كيف رأيت؟! قال: وعزتك وجلالك لا يسمع بها أحد من خلقك إلا دخلها – إذا سمعوا تشويقك لهم إليها كلهم يتنافسون في طاعتك من أجل دخولها مالا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر فحفها الله بالمكروهات والمكاره ثم قال لجبريل " إذهب فانظر إليها فذهب ثم عاد ثم قال وعزتك وجلالك لقد خشيت ألا يدخلها أحد " لقد خشيت ألا يدخلها أحد ولما خلق الله النار قال لجبريل على نبينا وعليه صلوات الله وسلامه إذهب فانظر إليها فذهب ورأى ما فيها من العذاب والنكال يحطم بعضها بعضاً ثم عاد قال: كيف رأيت قال: وعزتك وجلالك لا يسمع بها أحد فيدخلها أي إذا سمع بها لا يريد أن يدخلها وينفر منها نفوراً بعيدا فحفها الله بالشهوات قال: إذهب فانظر إليها فنظر إليها ثم عاد قال: وعزتك وجلالك لقد خشيت ألا ينجوا منها أحد – أيها الصائم الذي امتنعت عما أحل الله في هذا الشهر الكريم طاعة لرب العالمين امتنع عما حرّم الله عليك في كل حين واستفد من هذا الدرس الذي تتلقاه في هذا الشهر الكريم، الذي نزل فيه القرآن العظيم " يأيها الذين آمنوا كُتِبَ عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون" أسأل الله جل وعلا أن يجعلنا ممن يصومون صياماً يقبله ويرضى به عنا إنه أرحم الراحمين وأكرم الأكرمين أقول هذا القول وأستغفر الله..
الخطبة الثانية: