الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولي الصالحين وأشهد أن نبينا محمد عبد الله ورسوله خير خلق الله أجمعين اللهم صل على نبينا محمد وعلى جميع الأنبياء والمرسلين ورضي الله عن الصحابة الطيبين وعمن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
إخوتي الكرام: وعدتكم في الموعظة الماضية أن أتكلم عن فضل الصدقة على الأرحام في هذه الموعظة وكان في نيتي أن أتكلم عليها إن شاء الله لكنني رأيت أن الأمر قد طال وإذا طال لا بد أن أُذَكِّر نفسي وأذكركم بأمر ينبغي أن نعتني به في هذا الشهر وأما ما يتعلق بالصدقة على الرحم لعلني أتكلم عليه إن شاء الله في الموعظة الآتية إن شاء الله.
إخوتي الكرام: هذا الشهر كما قلت هو شهر الجود جاد الله على عباده بجميع نعمه وإحسانه وفضله فنعمة الخلق والإيجاد كثرت في شهر رمضان، ورزق المؤمنين يكثر ويزداد في هذا الشهر المبارك ونعمة الهداية والإرشاد نزلت في هذا الشهر الكريم وحقنا أن نستفيد من ذلك عبرة وأن نتخلق بأخلاق ربنا العظيم، فنكثر من الجود والصدقات والإحسان في هذا الشهر كما فعل ربنا ذو الجلال والإكرام، وقد كان نبينا عليه الصلاة والسلام يواظب على ذلك ويعتبر بهذا ويفعله عليه صلوات الله وسلامه وفي ذلك حث لنا على الاقتداء في ذلك.
ثبت في المسند والصحيحين والحديث رواه الإمام النسائي في سننه ورواه البيهقي في السنن الكبرى وفي دلائل النبوة وبوّب عليه في سننه باب فضل الجود والإفضال في شهر رمضان ولفظ الحديث عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل فيدارسه القرآن وكان يلقاه جبريل في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن، فلرسول الله صلى الله عليه وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة) ريح مرسلة تعم الخلق بهبوبها ونفعها..