وخلاصة الكلام إخوتي الكرام: أن الصائم يحصل الخيرات على وجه التمام والكمال إذا صام كما أمر ذو العزة والجلال فتحفظ شهوته وتبعد الشبهة عنه عندما يراقب ربه وهاتان الآفاتان شهوة وشبهات منبع جميع الآفات والصائم قد حصن نفسه بشهر الصبر بشهر التحصين بشهر الحمية بشهر التقى ثبت في مسند الإمام أحمد ومعاجم الطبراني الثلاثة الكبير والأوسط والصغير والحديث رواه البزار وإسناده صحيح، من رواية أبي برزة الأسلمي رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إنما أخشى عليكم شهوات الغي في بطونكم وفرجكم ومضلات الهوى) إنما أخشى عليكم شهوات الغي في بطونكم وفرجكم (فرض الشهوة) ومضلات الهوى (فرض الشبهة) والصائم قد حصّن نفسه من ذلك. إخوتي الكرام إن الشهوات توصل إلى أسفل الدركات وإن تحصين النفس عنها يوصل إلى أعلى الدرجات.
وقد ثبت في المسند والحديث في الصحيحين وغيرهما من رواية أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " حُفّت النار بالشهوات وحفت الجنة بالمكروهات" السور الذي يحيط بالجنة ما تكرهه النفس والسور الذي يحيط بالنار تحبه النفس وتهواه ولفظ البخاري "حُجبت النار بالشهوات فمن رفع فيها هوى في الدركات، وحجبت الجنة بالمكروهات عندما تصوم وإن شق ذلك عليك تركت شهوتك وطعامك وشرابك من أجل ربك لكن ذلك يوصلك إلى نعيم عظيمٌ عظيم في يوم الدين بجوار رب العالمين حفت النار بالشهوات، حفت الجنة بالمكاره فالذي يصبر على هذه المكاره في هذه الحياة يؤدي به ذلك إلى نعيم الجنات.