إن الذي يغضب يفقد عقله، ولعله سكر الغضب يفوق على سكر الشراب ولذلك قال الإمام ابن القيم عليه رحمة الله: السكر نوعان، سكر غضب، وسكر طرب، فإذا شرب الخمر سَكِرَ وإذا غضب سَكِرَ، إذن الصائم حصّن نفسه من هذه الآفة وملك نفسه وزمها بزمام التقوى ووقف عند حدود الشرع المطهر..شهر الصبر. ثم بعد ذلك راقب الصائم ربه وملَك نفسه وراقب ربه فهو في خلوة لا يراه أحد لكنه يراقب الله الصمد فلا يأكل ولا يشرب والطعام بين يديه. خلق المراقبة الذي يستفيده الصائم من هذا الشهر، لو استدام عنده لكان من المتقين، لكان من المقربين عند رب العالمين، والمطلوب منك أيها الإنسان أمران:
1. أن يكون الشرع على ظاهرك وأن تلزم ظاهرك المتابعة لنبيك عليه الصلاة والسلام.
2. وأن تكون المراقبة في باطنك، لا يخرج دين الله عن هذا..ظاهر..تتابع فيه النبي عليه الصلاة والسلام..التزام بشرع الله القوي..باطن..يراقب الله الذي لا تخفى عليه خالفية في السر ولا في العلن، المراقبة أفضل وأعظم وأعلى درجات الإيمان عند ذي الجلال والإكرام.
ثبت في مسند الإمام أحمد والحديث رواه الإمام مسلم في صحيحه ورواه الإمام الترمذي في سننه وغيرهم من رواية عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن أبي هريرة وعمر رضي الله عنهم أجمعين في حديث جبريل الطويل على نبينا وعليه صلوات الله وسلامه عندما سأله عن الإسلام والإيمان والإحسان فلما قال له: ما الإحسان؟ قال: أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك – الصائم يتصف بهذا الخلق، عندما ملك نفسه وضبط إرادته، وراقب ربه وصل لدرجة الإحسان (أن تعبد الله كأنك تراه فإنك إن لم تراه فإنه يراك) .