إخوتي الكرام: وهذه العبادة كما قلت أعني عبادة الصيام كما فرضت على هذه الأمة فرضت على سائر الأمم السابقة في هذا الشهر الكريم فهو شهر لنزول هدايات رب العالمين على الأولين والآخرين، وبه كلّف المتقدمون وهذه الأمة بصومه بصوم شهر رمضان، وقد دل على ذلك آيات القرآن والأحاديث الثابتة الحسان، أما آت القرآن فيقول ربنا الرحمن جل وعلا: "يأيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون" وهذا التشبيه ينبغي أن يحمل على إطلاقه من كل وجه.. "كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون" في الوقت والكيفية والمقدار والحكم، ففرض عليكم صيام شهر رمضان وفرض على من قبلكم صيام شهر رمضان وكيفية الصيام عندكم ككيفية الصيام عندهم سواءً بسواء.

"كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون" وقد وضح هذا الآثار الثابتة من أئمتنا الأبرار والمنقولة عن نبينا المختار عليه صلوات الله وسلامه أخرج الإمام الطبراني في معجمه الأوسط والحديث رواه البخاري في التاريخ الكبير والإمام النحاس في تاريخه أيضاً والأثر رواه ابن عساكر في تاريخ الشام عن دغفل بن حنظلة رضي الله عنه وأرضاه مرفوعاً إلى نبينا عليه الصلاة والسلام والأثر رواه الطبراني في معجمه الكبير عن دغفل بن حنظلة موقوفاً عليه من قوله فاختُلف في رفع الأثر ووقفه، كما اختلف في بيان حال دغفل بن حنظلة هل هو صحابي أو مخضرم من كبار التابعين رضوان الله عليهم أجمعين.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015