إخوتي الكرام: وكما جعل الله هذا الشهر الكريم ومحلاً وزماناً لأكرم نِعَمِهِ على خلقه فقد جعل الله هذا الظرف أيضاً أعني شهر رمضان محلاً وظرفاً ووقتاً لإنزال هذه النعمة على الأمم السابقة فكل كتاب سماوي قبل القرآن الكريم نزل في شهر رمضان العظيم.
وقد ثبت هذا عن نبينا الأمين عليه صلوات الله وسلامه أخرج الإمام أحمد في المسند والطبراني في معجمه الكبير والأوسط والحديث رواه البيهقي في شعب الإيمان والإمام ابن عساكر في تاريخ الشام والحديث لاينزل عن درجة الحسن كما قرر ذلك أئمتنا الكرام عن واثلة بن الأصقع رضي الله عنه وأضاه قال سمعت رسول الله صلى الله علية وسلم يقول: "أنزلت صحف إبراهيم على نبينا وعليه أفضل الصلاة وأتم التسليم – أنزلت صحف إبراهيم في أول ليلة خلت من شهر رمضان وأنزلت التوراة في ستٍ خلت منه – وأنزل الإنجيل في ثلاث عشرة خلت منه – وأنزل الزبور في ثمان عشرة خلت منه وأنزل القرآن في أربع منه أي من شهر رمضان " فالكتب السماوية العظيمة وهي أعظم ما من الله به على عباده أنزلت في هذا الشهر الكريم في شهر رمضان (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن) .