إخوتي الكرام: والرواية المتقدمة عن واسلة كما قلت صحيحه ثابتة وقد أخرج أبو يعلى عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما بنفس الرواية المتقدمة لكن خلافٌ في شيء واحد من الكتب السابقة ألا وهو الزبور ففي رواية أبي يعلى "إن الزبور نزل قسم منه في ليلة إحدى عشرة من رمضان وأكمل الباقي على العبد الصالح داود على نبينا عليه صلوات الله وسلامه في ثمان عشرة من رمضان. وأما أن نقول: وهو الجواب الثاني وهو أوجه وأرجح وأظهر: أن رواية جابر بن عبد الله رضي الله عنهما في مسند أبي يعلى فيها سفيان بن وكيع بن الجراح وسفيان وإن كان ثقة في نفسه كما قرر أئمتنا الكرام فقد ابتلى بكاتبه وورّاقه وكان يُدخل في كتبه ما ليس منها وقد حذره أئمتنا الكرام فما قبل تحذيرهم ولا طرد ورّاقه عنه من أجل ذلك سقطت أحاديثه ورواياته كما قال أئمتنا الكرام وإن كان صدوقاً ثقة في نفسه وهو من رجال الترمذي والإمام ابن ماجه في السنن عليه جميعاً رحمة الله فالرواية إذن لعله فيها شيء من الخلط فيما يتعلق بتحديد الوقت بالنسبة للزبور.
والرواية المعتمدة رواية واثلة بن الأصقع صحف إبراهيم تنزل في أول ليلة من شهر رمضان الكريم، والتوراة في الليلة السادسة، والزبور في الليلة الثامنة عشر والإنجيل في الثالثة عشر وهذا القرآن ينزل ليلة الرابع والعشرين على نبينا عليه الصلاة والسلام ولعلها بل إنها كانت ليلة القدر في تلك السنة وليلة القدر هي في العُشر الأخير وتتنوع وتدور فأحياناً تكون في ليلة الحادي والعشرين، في ليلة التاسع والعشرين، في ليلة الخامس والعشرين في ليلة الرابع والعشرين ففي تلك السنة كانت في هذا الوقت (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن) .