ثبت هذا في المسند والصحيحين من رواية أمنا عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم أول ما بُدِأ به من الوحي الرؤيا الصالحة في النوم فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح، ثم حُبّب إليه الخلاء فكان يخلو بغار حراء فيحنث فيه - وهو التعبد الليالي ذوات العدد) ثم بعد ذلك تخبرنا أمنا عائشة رضي الله عنها – أن جبريل جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو في غار حراء فضمه ثم أرسله فقال اقرأ قلت ما أنا بقارئ، فضمه الثانية حتى بلغ منها الجهد ثم أرسله قال اقرأ قلت ما أنا بقارئ فضمه الثالثة حتى بلغ منه الجهد ثم قال اقرأ قال ما أنا بقارئ قال: (اقرأ باسم ربك الذي خلق، خلق الإنسان من علق اقرأ وربك الأكرم الذي علّم بالقلم علّم الإنسان مالم يعلم) .
(اقرأ وربك الأكرم) الذي أفاض الجود على هذا الوجود لن ينساهم من نعمة الهداية والإرشاد فإذا أغدق عليهم نِعَم الخلق والإيحاء لن يتخلى عنهم سبحانه وتعالى فالبشرية عندما تتخبط في الظلمات والضلالات، وينقطع نور الرسالات السابقات لا بد لها من تدارك (اقرأ وربك الأكرم الذي علّم بالقلم علّم الإنسان مالم يعلم) وكان ذلك الوقت في شهر رمضان –كما ورد ذلك في مغازي الإمام محمد بن اسحاق فنزول القرآن جملة من اللوح المحفوظ إلى بيت العزة في السماء الدنيا كان في شهر رمضان ونزول أول شيء منه على نبينا عليه الصلاة والسلام كان في شهر رمضان. (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن) ، (إنا أنزلناه في ليلة القدر وما أدراك ما ليلة القدر ليلة القدر خير من ألف شهر تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر سلام هي حتى مطلع الفجر) ، (إنا أنزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منذرين) .