هذا كلام النبي عليه الصلاة والسلام، وما أبالي إذا قضيت حاجتي وسط القبور أو وسط السوق، لماذا لأنك في حالتين عصيت الله وفي حالتين سوءتك كشفت فرآها الناس لكن هناك لآها أهل السوق وهنا لآها أهل القبور، هي هي يرون ويشعرون ويعلمون ويحسون ويفرحون ويتألمون كما يجري منا ولنا بل أكثر وما أبالي قضيت حاجتي وسط القبور ووسط السوق، كما أنك تستحي من الأحياء استحي من الأموات يا عبد الله الله إذا ذهبت إليهم فلا تؤذهم حذار حذار أن تطأ على القبور وحذار حذار أن تتكلم الح وأن تتكلم بمعصية، والله إن الإساءة إليهم أعظم من الإساءة إلى الحي بكثير وأن الإحسان إليهم أعظم من الإحسان إلى الحي بكثير، إن الميت لو تصدقت عنه بنصف تمرة لا بتمرة لقدر ذلك وطار فرحاً ولو أعطيت الحي حفنة من تمر لاستقل لأن صار موازينه دقيقة وصارت موازين الذر من الخير والشر لها عنده اعتبار، وأما هذا الحي فلا زال يغط في جهله وفي نومه وفي غفلته، فإذا مات {فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد} نصف التمرة يقدرها دعوة، يقدرها وهكذا عندما تمر بجواره وتتكلم بلغط يحزنون، كما يحزن الحي إذا أذاه جاره بلغط وبصفاهة، ولذلك إذا وطئ الإنسان على جمرة ووطئ على حد السيف وقطع من رجله وخسف بما نعله، إذا كان يعقل هذا أيسر من أن يطأ على القبر، لأن هذا الأذى الذي سيتسبب له أخف من الأذى الذي سيؤذي به ميت عندما يطأ على قبره وإذا كان يعي لا يبالي الإنسان قضى حاجته وسط المقابر أو وسط الأسواق، وكما أن الحي لا يمكن أن يقضي حاجته في وسط السوق فاستحي يا عبد الله من قضاء الحاجة وسط القبور، استحي يا عبد الله والله يرون سوءتك وعورتك.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015