وهذا الحديث ثابت في المسند والصحيحين وسنن ابن ماجة ورواه الخطيب في تاريخ بغداد وهو في أعلى درجات الصحة من رواية أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي قال: [السفر قطعة من العذاب يمنع أحدكم طعامه وشرابه ونومه فإذا قضى أحدكم نهمته فليعجل إلى أهله] ، فليسرع إلى أهله: أي عذاب يراد في الحديث، [السفر قطعة من العذاب] قطعة من الألم من المشقة، من الشدة، وهنا الميت يعذب ببكاء أهله عليه، إذا بكوا عليه، ولم يتسبب في تلك المعصية يحزن ويتألم ويكرب لأنه فعل عنده المعصية. ولو قرأ بجواره سورة (يسن) ، (قل هو الله أحد) لفرح وسرَّ وانشرح صدره وطار فرحه لأنه حصل بجواره طاعة، يا عبد الله أنت إذا كنت حياً والأحياء يؤذيك السماع الغناء والبلاء أما تتألم، تتألم ولا عقوبة عليك عند الله الأكرم، وإذا كان بجوارك جار صالح تسمع منه القرآن وذكرا الرحمن أما تفرح، تفرح، وهنا كذلك هذا الميت شعوره أدق بكثير من شعور الحي، فإذا فعلت بجواره طاعة فرح والتذَّ وسُرَّ وابتهج، وإذا فعلت بجواره معصية تألم وكرب وانقبض، أي الميت يعذب ببكاء أهله عليه، السفر قطعة من العذاب، ولذلك اخوتي الكرام حذرنا نبينا عليه الصلاة والسلام من الاعتداء على الميت
أو تاريخ بغداد للخطيب البغدادي، وإسناد الحديث صحيح من رواية أمنا عائشة رضي الله عنها أن النبي [كسر عظم الميت كاكسر عظم الحي] في رواية ابن ماجة عن أمنا أم سلمة رضي الله عنهم أجمعين عن النبي عليه الصلاة والسلام، [كسر عظم الميت كاكسر عظم الحي في الإثم] أي من كسر عظم ميت واعتدى عليه يأثم كما لو كسر عظم حي تماماً، لماذا لأنه يتألم، كما يتألم الحي، لكن هذا التألم في دار ليس عندنا موازين تلك الدار هذا أمر آخر، ولذلك اخوتي الكرام نهينا أن نطأ على القبور وأن نؤذي الموتى إذا زرناهم، هل يجوز أن نطأ على حي إذا كان مستلقياً في مسجدٍ وفي بيت لا يجوز هذا وهذا يؤذيه وهكذا عندما نطأ على القبر هذا يؤذيه.