وثبت في كتاب المستخرج لأبي نعيم أنها قالت وآ عضداه، والأثر رواه ابن أبي سعد في طبقات عن الحسن البصري أنها قالت وآ جبلاه وآ ناصراه وآ عِزّاه فلما أفاق قال لها قال الملك أنت عزها أنت ناصرها أنت جبلها، والأثر رواه بن سعد أيضاً من رواية أبي عمران الجنوني أنها قالت وآ ظهراه فقال له الملك أنت ظهرها، فلما زاره النبي عليه الصلاة والسلام رآه في تلك الحالة قال اللهم إن كان عبد الله بن رواحة قد حضره أجله فيسر عليه، أي خروج الروح ليخرج من هذه الشدة التي يعانيها في المرض وإن كان بقيت في أجله بقية ففرج عنه فوجد خفة رضي الله عنه وأرضاه بعد دعاء النبي عليه الصلاة والسلام، ثم قال عبد الله بن رواحة يا رسول الله والله ما قالت لي أختي عمرة كلمة إلا تلقاني الملك بمرزبة ويقال لها أرزبّه وهي المطرقة الكبيرة من حديد، وقال لي آنت كذلك، لو قلت نعم لقمعني بها، ثم نهى عن البكاء رضي الله عنه وأرضاه هم جميعاً، فلما استشهد ما بكت عليه أخته عمرة رضي الله عنهم أجمعين، إذاً المراد من العذاب كما قلت توبيخ الملائكة لمن يناح عليه ويبكى عليه هذا إذا لم يوصي، وإذا نهاهم عن النياحة عليه، وإذا لم ينح عليه بأمر يعذب به، وإذا لم يكن كافراً سلم من تلك الأمور وصالح مبرور، ثم ناح عليه أهله يعاقب من قبل الملائكة.
والأمر السادس: وهو محل الشاهد كما قلت، ومن أجله أوردت هذا الحديث وذكرت هذه المعاني التي قررها أئمتنا وكلها حق.