ورؤيتهم وما حصل ولن يحصل بعد ذلك اتصال بينهم، فأعظم الحسرة في الأحياء والبكاء عندهم بكون عند الدفن وهو عند الدفن يحاسب على عمله ويعذب على سعيه، وعليه إن الميت إن الكافر اليهودي، إن الميت يعذب ببكاء أهله عليه، أي عند بكاء أهله عليه، وحال بكاء أهله عليه، يعذب على أعماله ويحاسب على ذلك.
ويمكن أن يخرج أيضاً على التفسير الذي ذكرته أمنا عائشة رضي الله عنها وأرضاها عندما قالت أيضاً، إن الله يزيد الكافر عذاباً ببكاء أهله عليه، أن تكون الباء سببية، وأن الله يزيد الكافر عذاباً إلى عذابه عندما يبكي عليه أهله لأنه فرط في حق نفسه وفي حق أهله فما اهتدى ولا أرشد أهله إلى الهداية، وكما قلت لا غبار على هذا القول، وإن الكافر يعذب ببكاء أهله عليه، عند بكاء أهله عليه، ولأنه تسبب لضياع نفسه وضياع أهله فيعذب على الأمرين لا غبار على ذلك، لكن إذا ثبت في حق الكافر وأن الله يزيده عذاباً إلى عذابه كما قالت هي رضي الله عنها وأرضاها، إذا ثبت هذا في حق الكافر، لأنه ضيع نفسه وضيع أهله، فما المانع أن يحصل هذا في حق المؤمن الذي فرط في حق نفسه وفي حق أهله، وتقدم معنى إذا أوصى بالبكاء والنياحة يعذب، إذا علم هذا من سنتهم وطريقتهم وما نهاهم ونصحهم يعذب.