والمعنى الرابع: ذهبت أمنا عائشة رضي الله عنها وأرضاها وهو حق لا غبار عليه، لكن سأنبه ما في قولها مما ينبغي أن نكون على وعي به، تقول أمنا عائشة عندما حدثها عبد الله بن عباس رضي الله عنهم أجمعين بحديث عمر بن الخطاب رضي الله عنهم أجمعين أن الميت يعذب ببكاء أهله عليه، يعذب ببكاء الحي عليه، قالت أمنا عائشة رضي الله عنها وأرضاها أن النبي، ما حدث بهذا لكنه قال إن الله يزيد الكافر عذابا ببكاء أهله عليه، ثم قالت حسبكم القرآن، قال الله تعالى {ولا تزر وازرة وزر أخرى} وقالت رضي الله عنها وأرضاها يرحم الله عمر أن النبي عليه الصلاة والسلام ما حدث بهذا وكانت رضي الله عنها تقول إذا حاجها ابن عباس وقال حدث بهذا عمر عن النبي عليه الصلاة والسلام كانت تقول والله إنكم لا تحدثون عن كاذبين مكذبين، لكن السمع يخطئ أن النبي مرَّ على يهودية وأهلها يبكون عليها وهي ميتة فقال إنهم يبكون عيها وإنها لتعذب، وكان تقول أيضاً، يغفر الله لأبي عبد الرحمن يعني ابن عمر أما والله إنه لم يكذب لكنه أخطأ أو نسيَ، مر النبي على يهودي ميت وأهله يبكون عليه فقال عليه الصلاة والسلام إن الميت يعذب ببكاء أهله عليه، وعليه كان أمنا عائشة رضي الله عنها تريدان تقول إن هذا الوعيد لمعين معلوم، وهو اليهودي واليهودية، وينسحب ذلك الوصف وذلك الحكم على من اتصف بذلك الوصف الملعون، الكل من مات على الكفر يعذب عند بكاء أهله عليه، فكان تريد أن تقول هذا ورد من النبي عليه الصلاة والسلام في حق كافر ولا شك في صحته ما تقوله أمنا عائشة رضي الله عنها وعليه الميت يعذب ببكاء أهله، الباء هنا تحتمل أمرين كما قرر أئمتنا، إما أن تكون الحال: أي أن الميت يعذب حال بكاء أهله عليه، والسبب في ذلك كما قرر أئمتنا إن الكافر عندما يقبر يشتد حزن أهله عليه، كما هو الحال في جميع المقبورين أعظم ما يكون الحزن عليهم من قبل أهلهم عند دفنهم لأنه قطعت الآن أخبارهم