إخوتي الكرام: إن أشنع بلية أصيبت بها الأمة الإسلامية في هذه العصور المتأخرة خسارة الحرب لقد كان سلفنا رضي الله عنهم أجمعين يخسرون في الحرب والخسارة في الحرب لا منقصة فيها "وتلك نداولها بين الناس" ونحن نرجو إحدى المحسنين إما النصر وإما الظفر بالشهادة لكن في هذه الأيام خسرنا الحرب من أولها إلى آخرها وما بقي عندنا روح الجهاد واستماتت الأمة في الخلود إلى الدنيا وشهواتها وملذاتها وموالاة أعداء الله خسارة الحرب بلية لا تعد لها بلية وشتان، شتان بين أن نخسر في الحرب أن نحسر الحرب خسرنا الحرب من أولها إلى آخرها والأمة تهيّأ في هذه الأيام لئلا يبقى في ذهن فرد منها فكرة الجهاد في سبيل الله.
إخوتي الكرام..
إن الدعوة لدين الله واجبة وأول من يقوم بهذه الدعوة هو الجيش المرمرم في البلاد الإسلامية فمهمة الجيوش الوحيدة عندنا في بلاد الإسلام نشر راية لا إله إلا الله، ومقاتلة من يكفرون بلا إله إلا الله، هذه هي مهمة الجيوش الجرارة لا أن تحفظ عرش فلان وفلان مهمة الجيوش أن تنشر كلمة التوحيد في بلاد الله في أرض الله "وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله.." وهذا المعنى إذا ضاع منا- وقد ضاع- فسنبتلى بالذع والضياع، وهو ما تعيشه الأمة في هذه الأيام.