وقد ثبت في مسند الإمام أحمد وسنن الإمام الترمذي وسنن ابن ماجه من رواية أنس بن مالك رضي الله عنه قال: لما دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة أضاء فيها كل شيء فلما قبض عليه الصلاة والسلام أظلم فيها كل شيء والله ما نفضنا أيدينا من تراب نبينا عليه الصلاة السلام حتى أنكرنا قلوبنا " أضاء فيها كل شيء بقدومه المبارك وطلعته البهية وجبينه الأزهر ووجهه المنور عليه صلوات ربي وسلامه فلما قبض كل شيء فيها أظلم ويقول هذا الخادم المبارك الذي خدم نبينا عليه الصلاة والسلام عشر سنين وهو أعلم الناس بأحواله والله ما نفضنا أيدينا عن ترابه عليه الصلاة والسلام حتى أنكرنا قلوبنا ما بقي فيها الرقة والأنس والبهجة وما بقي فيها الليونة والعذوبة التي كانت عندما نستمتع بالنظر إليه ونستمع الحكمة منه عليه صلوات الله وسلامه وهذا شعر به سائر الصحابة الكرام ففي مسند البزار بسند جيد كما قال الحافظ ابن حجر عليهم جميعاً رحمة الله في الفتح والأثر رجاله رجال الصحيح كما في مجمع الإمام الهيثمي رحمة الله عليه عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه وأرضاه قال: " ما فرغنا من دفن النبي عليه الصلاة والسلام ونفضنا أيدينا منه حتى أنكرنا قلوبنا " هذه بداية التغير موت النبي عليه الصلاة والسلام ذهاب السكينة ذهاب البركة ذهاب النور ذهاب السرور والله إن رؤيته عليه الصلاة والسلام تعدل ما لا يخطر بالبال والحسبان ففقدت الأمة هذا فنسأل الله تعالى أن يجمعنا في غرف الجنان وأن يمتعنا بالنظر إلى نور وجهه الكريم وإلى نور وجه نبينا عليه الصلاة والسلام إنه أرحم الراحمين وأكرم الأكرمين.