والبلية الثانية التي حصلت عن فقده عليه الصلاة والسلام انقطع الوحي وذهبت البركة وقد ثبت في مسند الإمام أحمد وصحيح مسلم وسنن ابن ماجه من رواية سيدنا أنس بن مالك أيضاً قال: قال أبو بكر رضي الله عنه صديق هذه الأمة وأفضل خلق الله بعد النبيين والمرسلين على نبينا وعليهم جميعاً صلوات الله وسلامه قال سيدنا أبو بطر لسيدنا عمر رضي الله عنهما " انطلق بنا إلى أم أيمن نزورها كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزورها وهي أمة بعد أمة وهي حاضنته وهي بركة المباركة رضي الله عنها وأرضاها "أم أيمن " فدخل عليه سيدنا أبو بكر وسيدنا عمر رضي الله عنهما يزورانها بعد موت نبينا الأمين عليه الصلاة والسلام فلما دخلا عليها بكت فقالا: ما يبكيك يا أم أيمن فما عند الله خير لرسوله صلى الله عليه وسلم " وما عند الله خير للأبرار " ما عند الله خير لرسوله عليه الصلاة والسلام قالت: قد علمت أن ما عند الله خير لرسوله صلى الله عليه وسلم ولكن أبكي لأن الوحي قد انقطع من السماء، أبكي لأن الوحي قد انقطع من السماء هذه البركة التي كانت تنزل علينا صباح مساء فُقدت عند موت خاتم الأنبياء عليه وعليهم الصلاة والسلام أبكي لأن الوحي قد انقطع من السماء فهيّجتهما على البكاء.