إذن هذه منزلة قارئ القرآن في الآخرة، والإنسان يحصل الفائدة الأولى في الدنيا بتلذذ بمناجاة الله، وينال عظيم الأجر عند الله، ما الذي حصل بعد ذلك، واقع الأمر أن الأمر تغير وتكدر عما كان عليه وكان سلفنا يذكرون الرحمن ويتلوان القرآن ثم حصل في هذه الأمة ما حصل، وكما تقدم معنا أن المتأخرين من الصوفية عكفوا على الغناء والرقص وزعموا أنهم يتقربون بذلك إلى الله جل وعلا، وحقيقة أمرهم عجيب عجيب، متى كان العباد مغنيين راقصين وحصل في هذه الأمة كما في هذه الأيام أناس يدعون الجهاد وأنهم لا يريدون التشدق ولا الصياح إنما يريدون الكفاح، ثم بعد ذلك تخنثوا وتكسروا وقالوا الأشعار بمنتهى الميوعة مع آلات اللهو والطرب وقالوا إننا نجاهد بذلك، أمرهم عجيب، متى كان المجاهدون مطربين مخنثين، أمرهم عظيم فظيع، والله إن هذا اللهو الضلال المبين، إعراض عن ذكر الله، إعراض عن تلاوة كلام الله، أما بقصائد وأناشيد عن المخرفين من الصوفية، وأما بأناشيد الجهاد مع تكسر وخنوثة وميوعة عند من يدعون أنهم الجهاد، وهؤلاء وأولئك كما تقدم معنا علا ضلالة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015