وهناك نوع ثالث، من أنواع الأشعار التي تقال وهي في الحقيقة خارجة عن موضوع البحث لأننا نحن نبحث أصالة في شناعة البدعة ووضاعتها وشنيع حال صاحبها لكن من باب استكمال جوانب البحث، كما قلت سأتلكم بصورة موجزة عن نوع ثالث من الأشعار، وجد في هذه الأيام، وعكف عليه الناس لا باسم العبادة، وإنما باسم المجون، باسم الفسق، باسم الشهوة، وهو الأغاني الماجنة الفاسدة،، نعم لا تفعل على أنها عبادة، إنما هناك أشعار زعم الصوفية أنعم يعبدون بها ربهم، وهناك أشعار زعم المجاهدون البطالون في هذه الأيام أنهم يجاهدون ويعبدون بها ربهم، وهناك أشعار بعد ذلك أشعار لهو، أشعار فسق، أشعار مجون يقولها المنحرفون في هذه الأيام ويعكفون عليها أيضاً وحال ذلك بينهم وبين ذكر الرحمن، وبين تلاوة القرآن، هذه الأشعار المجونية التي هي الأغاني الخليفة لا يرتاب أحد في تحريمها وضابط الغناء كما ذكرت سابقاص كلام موزون حقيقي يقال يتكسر وتخنث يشتمل على فحش وغنى وبذاء ذلك إخوتي الكرام ما يقوله المجاهدون في هذه الأيام قلت أنهم وافقوا الغناء في الصيغة وإن خالفوه في الموضوع والمحتوى، إن نقول الفحش والبذئ والحرام، نعم إن الغناء والمجوني جمع بين قبح الموضوع وفساد الصيغة ولإلقاء، هذه الصورة لا خلاف في تحريمها، وإذا صاحبتها آلات اللهو فالأمة محجة على تحريمها كما تقدم معنا وخلاف من خالف في العصور المتأخرة من القرن الخامس إلى هذه الإيام من شذاذ الناس فلا عبرة بخلافهم ومن كان منهم من أهل الصلاح يلتمس له العذر ونستغفر الله لنا وله، إنه أرحم الراحمين وأكرم الأكرمين.
إخوتي الكرام..
هذا الغناء كما قلت بهذا الوصف لا خلاف في تحريمه، ووجد حوله شبهٌ من قبل بعض الناس، هذه الشبه تريد أن تبرر هذا الغناء المجوني، هذا الغناء الذي هو حرام فانتبهوا إخوتي الكرام لهذا الأمر، وكونوا على بينة من ذلك.