وقد أشار الله إلى هذا في سورة الجمعة فقال جل وعلا: "فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض واذكروا الله كثيراً لعلكم تفلحون". ونظير هذه الآية قول الله في سورة النساء بعد أن شرع لهذه الأمة صلاة الخوف في الحر قال جل وعلا فإذا قضيتم الصلاة فاذكروا الله قياماً وقعوداً وعلى جنوبكم.
نعم ينبغي للإنسان أن يذكر الله على جميع أحيانه ليعتبر بمخلوقات الله وليتفكر في ملك الله وليحيي قلبه بنور الله قال الله جل وعلا في أواخر سورة آل عمران: "إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب الذين يذكرون الله قياماً وقعودا وعلى جنوبهم".
نعم لابد من الإكثار من هذه العبادة عبادة الذكر في جميع الأحوال والأوقات في حل السلم وفي حال الحرب كما قال ذو العزة الجلال في سورة الأنفال: "يأيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله كثيراً لعلكم تفلحون".
والآيات كثيرة وفيرة التي تتحدث عن شأن الذكر ومكانته وفضله ومنزلته وتطالبنا بالكثرة منه والسبب في ذلك أن الذكر عبادة جليلة القدر والمقدار ولها أثر طيب في البشر ولا يستغني عنها الإنسان في حال من الأحوال وكلما صح قلب الإنسان كلما كثر ذكره لذي الجلال والإكرام.
نعم إن ذكرنا لربنا كالماء للسمك، إن ذكر الله لحياتنا كالماء للسمك، فذكر الله ضروري للبشر في هذه الدار وكما قلت كلما صح القلب وقوى وصفاء ونقيا كلما كثر ذكر الله جل وعلا ولذلك لما كانت قلوب أهل الجنة أطهر القلوب يكثرون من ذكر علام الغيوب ومع كل نفس يتنفسونه تحميد وتسبيح لله جل وعلا.