كما ثبت هذا في مسند الإمام أحمد وصحيح مسلم من رواية جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إن أهل الجنة يلهمون التسبيح والتحميد كما يلهمون النفَس نعم إن حياة القلب يقابلها كثرة ذكر الرب فكلما حيا قلب الإنسان في هذه الدار وفي دار القرآن كلما أكثر من ذكر العزيز الغفار وقد وضح لنا هذا نبينا المختار عليه صلوات الله وسلامه فبين لنا أن الفارق بين الذاكر والغافل كفارق بين الحي والميت.
وفي رواية صحيح مسلم مثل البيت الذي يذكر فيه الله والبيت الذي لا يذكر فيه الله كمثل الحي والميت نعم إن ذكر الله ضروري لقلوبنا فهو ضروري لبيوتنا فلا تتنور القلوب والبيوت إلا بذكر علام الغيوب سبحانه وتعالى ألا بذكر الله تطمئن القلوب ولذلك إن المتمسك القوي الذي يتمسك به الإنسان في هذه الحياة ويستعين به على سائر الطاعات وعلى ترك المخالفات كثرة ذكر رب الأرض والسماوات.
كما أشار إلى ذلك نبينا خير البريات ففي مسند الإمام أحمد وسنن الترمذي وابن ماجه وابن حبان في صحيحه والحاكم في مستدركه والبيهقي في شعب الإيمان وإسناده صحيح كالشمس من رواية عبد الله بن بشر رضي الله عنه أنه قال للنبي يا رسول الله صلى الله عليه وسلم إن شرائع الإسلام قد كثرت عليّ فمرني بشيء أتشبث به يكون ذلك دافع لي ومعين لي على الالتزام بجميع شرائع الإسلام فمرني بشيء أتشبث به فقال النبي عليه الصلاة والسلام لا يزال لسانك رطبا من ذكر الله. نعم مازلت تذكر الله فأنت حي وإذا غفلت عن ذكره فأنت ميت، حالك كحال السمك إذا أخرج من الماء عطب وهلك وما دام في الماء فهو في حياة وفي سعادة.