وفي هذه الموعظة سنتدارس عبادة جليلة أخرى تدخل فيما تقدم وقد خرف المخرفون نحوها وابتدعوها إبتداعاً فيها وهذه العبادة هي ذكر الله جل وعلا. إخوتي كما أن دعاء العبد ربه من أعظم الطاعات فذكر العبد لله من أعظم القربات إن عبادة الذكر عبادة جليلة قيمة كريمة وقد كنت ذكرت منزلة الذكر وفضائله في المواعظ الماضية إنما أريد أن أذكر شيء مما لم يتقدم ذكره ليتبع الموضوع بعضه بعضا إن عبادة الذكر على الخصوص من سائر العبادات أمرنا الله أن نكثر منها في جميع الأوقات فالله عندما يذكر عبادة الذكر يطالبنا بالكثرة فيها قال الله جل وعلا في أواخر سورة الأحزاب "يأيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكراً كثيرا وسبحوه بكرة وأصيلا ... وأعد لهم أجراً كريما" اذكروا الله عندما ترد هذه العبادة يطالبنا الله بالإكثار منها.
وقد أخبرنا الله جل وعلا أن الذين يذكرون الله هم أحق الناس بالاقتداء بخير خلق الله سيدنا محمد رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيراً فمن اتصف بهذه الصفة فهو أحق الناس بالاقتداء بإمام الأكياس وأفضل الناس نبينا عليه الصلاة والسلام.
وكذلك أخبرنا الله أيضاً في وسط السورة بأن من أكثر من ذكر الله من الذكور والأناث يعد لهم يوم القيامة أجراً عظيما فقال جل وعلا: "إن المسلمين والمسلمات..والذاكرين الله كثيراً والذاكرات أعد الله لهم مغفرة وأجراً عظيما".
فعندما جاء إلى هذه العبادة طالبنا بالكثرة منها نعم هذه العبادة ينبغي أن نكثر منها في جميع شؤون حياتنا في بيوت ربنا وفي شوارعنا وفي أسواقنا وفي سياراتنا وعلى فرشنا وفي مزارعنا وأينما كنا.