ففي المسند أيضاً والصحيحين وسنن الترمذي والنسائي من رواية أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من أنفق زوجين في سبيل الله –أي صنفين من أي الأصناف كانت فانفق مثلا لباساً ودراهم، أنفق مثلاً لباساً وكتاباً في سبيل الله أنفق زوجين أي صنفين –من أنفق زوجين في سبيل الله – تقرباً لله وطلباً لرضاه – نودي من أبواب الجنة – أي نادته خزنة الجنة كم ورد هذا في بعض الروايات – نودي من أبواب الجنة – يا عبد الله هذا خير وأفعل التفضيل هنا ليست على بابها أي هذا هو الخير فقط إنفاقك وما يؤدي إليه إنفاقك إلى دخول الجنة هذا خير أي هذا هو الخير لا الإقتتار والإمساك والابتعاد عن أبواب الجنة هذا خير.
قال نبينا عليه الصلاة والسلام فمن كان من أهل الصلاة دُعي من باب الصلاة، ومن كان من أهل الجهاد دُعي من باب الجهاد، ومن كان من أهل الصدقة دُعي من باب الصدقة ومن كان من أهل الصيام دُعي من باب الريان. وكما قلت: كلها للأمور الواجبة لكن إذا وقعت موقع القبول عند الله جل وعلا. فقال أبو بكر صديق هذه الأمة رضي الله عنه وأرضاه: بأبي أنت وأمي يا رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما على أحد دعى من أحد تلك الأبواب من ضرورة فهل يدعى أحد من تلك الأبواب كلها؟ قال: نعم وأرجو أن تكون منهم. نعم وأرجو أن تكون منهم والرجاء إذا أسند إلى الله وإلى رسوله عليه الصلاة والسلام فهو محقق الوقوع ولا شك أرجو أن تكون منهم أي أنت منهم قسطاً وجزماً.
وهذه الأبواب ذهب كثير من شراع الحديث إلى أنها أبواب داخل أبواب الجنة الثمانية فإذا دخل الناس من أبواب الجنة الثمانية يكون هناك أبواب بعد ذلك للطاعات يدخلون منها إلى نعيم الجنات والعلم عند الله جل وعلا.