وأما الفائدة الثانية والكرام الثانية: الصائمون يدخلون الجنة من باب الريان، والجزاء من جنس العمل فإذا جاعوا وعطشوا والعطش أشق عليهم من الجوع وإذن لهم كرامة عند الله أن يُسْقُوْا وأن يَرْتَوُوا في يوم العطش والظمأ.
وقد أخبرنا نبينا عليه الصلاة والسلام عن هذا الأمر ففي المسند والصحيحين وسنن الترمذي والنسائي والحديث رواه ابن خزيمة في صحيحه من رواية سهل بن سعد رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن في الجنة باباً يقال له الريان لا يدخل منه إلا الصائمون يقال يوم القيامة أين الصائمون!! فيقومون فيدخلون فإذا دخلوا أغلق ذلك الباب فلم يدخل منه أحد".
والحديث كما قلت إخوتي الكرام في الصحيحين وقد ذهب شرَّاح الحديث إلى أن المراد بالصيام هنا، صيام النافلة والإكثار منه ومع إجلالي لهم واعتبار قولهم فيما يظهر ويبدوا أن الأمر بخلاف ذلك إن الأمر متعلق بصيام الفريضة إذا قبلت وكان على الوجه المرضي وكم من صائم يصوم وحظه من صيامه الجوع والعطش وهو عند الله كالكلب الجائع.
وكم من قائم يقوم وحظه من قيامه التعب والسهر فليس المراد من الصيام هنا صيام النافلة، ولا يوجد من الحديث دلالة على ذلك وأجر صيام الفرض أعظم من صيام النافلة بكثير، إنما هذا الأمر أعني باب الريان هذا أجر لصوم رمضان إذا قبِل عند الرحمن وأما إذا كان الشفيع خصماً فالويل للإنسان – فالويل للإنسان إن هذا في حال قبول الصيام..إذا قبل تدخل الجنة من باب الريان.
والحديث كما قلت مروي في الصحيحين وغيرهما وفي رواية الترمذي زيادة: "فمن دخل منه لم يظمأ " زاد ابن خزيمة في روايته: "من دخل منه شرب ومن شرب لم يظمأ أبداً " وقد تواترت الأحاديث عن نبينا عليه الصلاة والسلام بالتنويه بهذا الباب من أبواب الجنة وأنه لا يدخل منه إلا الصائمون..