إذن باب الريان خاص هذا بالصائمين إذا قبل منهم الصيام لا يدخل ممن هذا الباب أحد معهم، نعم إخوتي الكرام الجزاء من جنس العمل، ومن عطّش نفسه لله عز وجل كان حقاً على الله أن يسقيه يوم العطش.
روى الإمام البزار في مسنده بسند حسن كما قال الهيثمي في المجمع والمنذري في الترغيب والترهيب عن ابن عباس رضي الله عنهما والأثر رواه ابن أبي الدنيا في كتاب فضل الجوع قال: قال ابن عباس رضي الله عنهما " أرسل النبي صلى الله عليه وسلم سَرِيةً –أي فرقة تقاتل في سبيل الله – وأقر عليهم أبا موسى الأشعري رضي الله عنهم أجمعين فركبوا البحر فلما كانوا في السفينة ورفعوا الشراع من أجل أن تقود الرياح هذه السفينة وكانوا في ليل مظلم ليس في السماء قمر وإذا بصوت ينادي يا أهل السفينة قِفُوا أخبركم بما قضى الله على نفسه بأنه من أعطش نفسه في يوم صائف كان على الله أن يسقيه يوم العطش. وهذا مَلَكٌ من ملائكة السماء، يخبر هؤلاء الصحابة الكرام بأجر الصيام فكان أبو موسى الأشعري يتحرى اليوم الشديد الحر، الذي يكاد الإنسان أن ينسلخ فيه من العطش إذا صام فيصومه تقرباً لذي الجلال والإكرام.
إذن أيها الصائم لك هذه التحفة عند الله جل وعلا أنك تدخل الجنة من باب الريان بسلام، إذا قُبل منك الصيام..وأما الجائزة الثالثة: التي تحصلها عند الله بعد شفاعة الصيام لك، بعد دخولك الجنة من باب الريان بسلام: تعطى أجراً بغير حساب ما أطلع الله عليه ملكاً ولا نبياً مرسلاً جزاء الصائم لا يعلمه إلا من صمت له، وهو الله جل وعلا، وسيجزيك بما لا يخطر على بالك إذا كان الصيام مرضياً وقبل عند الله المالك –سبحانه وتعالى-.