وكلمة الخلوف -بضم الخاء- على الراجح وحُكي الفتح الخلوف وقد بالغ الإمام النووي فخطأ رواية الفتح لكنها منقولة عن أئمتنا..نعم إن الضم هو الأشهر وهو الأكثر لخُلوف فم الصائم أي تغير رائحة فمه أطيب عند الله من ريح المسك، وهذه الأطيبية والأفضلية ثابتة في الدنيا والآخرة ثبت في المسند وسنن النسائي وصحيح مسلم في بعض روايات الحديث المتقدمة ولخلوف فم الصائم عند الله يوم القيامة أطيب من ريح المسك وهذا ثابت أيضاً في الدنيا ففي المسند وصحيح ابن حبان ولخلوف فم الصائم حين يخلُف أطيب عند الله من ريح المسك.

ومعنى هذه الجملة: ذكر أئمتنا معاني كثيرة تحتملها أوصلها ائمتنا إلى ستة معانٍ سأقتصر على ثلاثة منا هي أظهرها وأوجهها.

أولها: ما ذهب إليه الإمام المازري وشيخ الإسلام الإمام ابن عبد البر عليهم جميعاً رحمة الله أي: خلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك عندكم. فإذا كانت ريح المسك عندكم طيبة مقبولة فريح الصائم أطيب عند الله من ريح المسك عندكم هذا ما ذهب إليه هذان الإمامان وقال بقولهماجم غفير من أئمة الإسلام.

وذهب شيخ الإسلام الإمام النووي عليهم جميعاً رحمة الله إلى أن معنى الحديث: لخُلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك أي أكثر أجراً، وأعظم عند الله وقعاً من الطيب الذي أمرنا أن نتطيب به للمواسم في الجُمع والأعياد، فذاك الطيب مندوب ونثاب عليه عند علام الغيوب لكن هذه الرائحة لها أجر أكثر من أجر الطيب الذي تتطيب به للجمع والأعياد في المواسم العامة. والمعنى الثالث ذهب إليه الإمام المعز بن عبد السلام وهو فيما يظهر لي أرجح المعاني مع اشتمال الحديث للمعنيين المتقدمين.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015