قال الإمام العز بن عبد السلام إن هذه الرائحة هي جزاء الصيام يوم القيامة فمن صام وقبل صومه في هذه الحياة يبعث بعد الممات له رائحة يتميز بها بين الخلق بريح المسك، رائحته تكون يوم القيامة أطيب عند الله من ريح المسك، أي يجازي بذلك في عرصات الموقف وساحة الحساب لأن هذا من الصائمين المقبولين عند رب العالمين.
وإذا كان المعنى كذلك وهو كذلك، فانتبه لهذه الدلالة العظيمة التي فرق بها نبينا عليه الصلاة ة والسلام بين تغير فم رائحة الصائم وبين دم المجاهد يُهدر دمه في سبيل الله جل وعلا وكيف فضل رائحة فم الصائم على رائحة دم المجاهد عندما يبعث يوم القيامة.
ثبت في الصحيحين والحديث في مسند الإمام أحمد وسنن النسائي والترمذي من رواية أبي هريرة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "ما من مكلوم يكلم في سبيل الله –والكَلْم هو الجرح –والله أعلم بمن يكلم في سبيله إلا جاء يوم القيامة وجرحه يثقب دماً، اللون لون الدم والريح ريح المسك، والحديث رواه الإمام أحمد في المسند وأهل السنن الأربعة وابن حبان في صحيحه والحاكم في مستدركه من رواية معاذ بن جبل رضي الله عنه "اللون لون الزعفران والريح ريح المسك" فانتبه لهذا الفارق جعل نبينا عليه الصلاة والسلام ريح الصائم أطيب عند الله من ريح المسك وجعل دم المجاهد كريح المسك وشتان بين الأمرين، هنا يفوق رائحة المسك وهو أطيب منها وهناك كالمسك دم المجاهد مع عظم قدرته عند الله جل وعلا يأتي برائحة المسك أما هذه الرائحة التي يتأفف منها البشر فهي عند الله جل وعلا أطيب من ريح المسك، وهذا كلام النبي عليه الصلاة والسلام.
والحديث كما تقدم معنا في الصحيحين وغيرهما وفي ذلك تفضيل لخلوف فم الصائم على رائحة دم المجاهد عندما يبعثنا من يوم القيامة..أما ذاك فريحه كريح المسك وأما أنت إذا قل صومك فريحك أطيب عند الله من ريح المسك.