أما الفائدة الثانية العاجلة: أنت في شهر الصيام يُستجابُ دعاؤك عند ذي الجلال والإكرام ولذلك وسط الله آية الدعاء آية الأمر بدعائه في وسط آيات الصيام فقال جل وعلا بعد أن أمرنا بالصيام (وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعانِ فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون) ثم أكمل أحكام الصيام (أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم..) وما الحكمة من ذكر آية الدعاء في وسط آيات الصيام!! لأمرين معتبرين: لتكثر أيها الصائم من الدعاء لئلا يفتر لسانك من دعاء ربك في هذا الشهر فاغتنمه.
الأمر الثاني: للإشارة إلى أنك الآن مرضيّ عنك، مُنعم عليك، دعاؤك يستجاب ويقبل فالله وملائكته صلوا عليك، فاغتنم دعاء الله جل وعلا. والإلحاح عليه في هذا الشهر الكريم وقد قرر نبينا صلى الله عليه وسلم أن الصائم يستجاب دعاؤه حتى يفطر وحين يفطر له دعوة خاصة مقبولة.
ثبت في المسند وسنن الترمذي وابن ماجه والحديث رواه ابن حبان في صحيحه وابن خزيمة في صحيحه أيضاً والحديث صحيح من رواية أبي هريرة رضي الله عنه وقد حسنه الإمام الترمذي عن نبينا عليه الصلاة والسلام أنه قال: (ثلاثة لا ترد دعوتهم الإمام العادل والصائم حتى يفطر ودعوة المظلوم يرفعها فوق الغمام ويفتح لها أبواب السماء ويقول بعزتي وجلالي لأنصرنّك ولو بعد حين) الصائم حتى يفطر، وورد في بعض الروايات: (الصائم حين يفطر) والجمع بينهما أن دعاؤك ما دمت صائماً يستجاب، ولك فيه قبول وإجابة عند الفطر فأنت على مائدة الكريم فاغتنم سؤاله بما تريد.