ففي مسند الإمام أحمد والسنن الأربعة والحديث رواه الإمام الدارمي في سننه وابن حبان في صحيحه والحاكم في مستدركه والبيهقي في السنن الكبرى ورواه الطبراني في معجمه الكبير كما في جمع الجوامع والحديث قد صححه الإمام الترمذي والحاكم وأقره عليه الإمام الذهبي رحمة الله عليهم جميعاً والحديث من رواية معاذ بن جبل أنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من قاتل في سبيل الله فُواق ناقة وجبت له الجنة، ومن سأل الله القتل في سبيل الله صادقا من نفسه ثم مات أو قتل كان له أجر شهيد ومن جرح جرحاً في سبيل الله أو نُكِب نكبة فلأنها تجيء يوم القيامة كأغزر ما كانت لونها لون الزعفران وريحها ريح المسك ومن خرج به خرّاج في سبيل الله فعليه طابع الشهداء".

والأحاديث كما قلت في ذلك كثيرة منها ما رواه الإمام أحمد في مسنده وابن زنجوية كما في جمع الجوامع من رواية عمرو بن عبسة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من قاتل في سبيل الله فُواق ناقة حرم الله على وجهه النار" ومن قاتل في سبيل الله وقتا قصيراً بمقدار ما بين الحلبتين من وقت دقائق /ثوانٍ وجبت له الجنة، فهذا خير لك يا عبد الله من أن تعبد الله في هذا المكان ولذلك قال له نبينا عليه الصلاة والسلام: "لا تفعل ".

إخوتي الكرام: إن شأن الجهاد عظيم وحقيقة ينبغي أن نتدارس أمره ومنزلته في هذا الحين فقد عطل الجهاد في البلاد في هذه الأوقات وسيأتينا منزلة هذه الشعيرة التي عطلها أعداء الله جل وعلا. وركنوا إلى الحياة الدنيا وطاب لهم العيش في هذه الدنيا مع الكافرين من اليهود الملعونين والنصارى الضالين وبقية أصناف الكفرة المجرمين نسأل الله تعالى أن يفرج عن المسلمين وأن يهيئ لهم من أمرهم رشدا وإنه أرحم الراحمين وأكرم الأكرمين.

إخوتي الكرام هذا الصحابي الجليل أراد أن ينعزل في ذلك المكان لعبادة الرحمن فنهاه نبينا عليه الصلاة والسلام وأمره بلزوم الجماعة وإتباع السنة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015