نعم إخوتي الكرام من أراد أن يزكي نفسه أراد أن يهذبها أراد أن يصلحها بشرع الله لا برأيه ولا بهواه فإذا أراد الإنسان أن يسيح ما عندنا ما عندنا سياحة كسياحة الرهبان الذين اعتزلوا في الأديرة والصوامع والكهوف والمغارات فلعب بهم الشيطان كما يلعب الصبيان بالكرة فلعب بهم الشيطان كما يلعب الصبيان بالكرة عندنا سياحة عظيمة يسيح الإنسان فيها ألا وهي "الجهاد في سبيل الله".
وقد أخبرنا عن ذلك نبينا خير خلق الله عليهم الصلاة والسلام. ففي سنن أبي داود ورواه الحاكم في المستدرك ورواه البيهقي في السنن الكبرى وفي شعب الإيمان ورواه سموّيه في فوائده ورواه ابن عساكر في تاريخ دمشق ورواه شيخ الإسلام عبد الله بن المبارك في كتاب الجهاد وإسناد الحديث صحيح من رواية أبي أمامة رضي الله عنه إن رجلا جاء إلى نبينا عليه الصلاة والسلام فقال يا رسول الله: إيذن لي في السياحة فقال له عليه الصلاة والسلام " سياحة أمتي الجهاد في سبيل الله " وهكذا عندما كان يشكوا إليه بعض الشباب أحوالهم وأنهم يجدون ضغطاً من العزوبة فكان نبينا عليه الصلاة والسلام يرشدهم إلى ما يزكون به نفوسهم ولا داعي بعد ذلك إلى معالجات رديئة شيطانية.
ثبت في مسند الإمام أحمد ومعجم الطبراني الكبير والحديث رواه الإمام البغوي في شرح السنة وإسناد الحديث رجاله ثقات من رواية عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما: أن رجلا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم يستأذنه في الخصاء أن يختصي لأنه شاب يشتكي من العزوبة فقال له النبي صلى الله عليه وسلم "خصاء أمتي الصيام والقيام".