إخوتي الكرام: وقد أمرنا الله جل وعلا باتباع صراطه المستقيم الذي أتى به نبينا الأمين عليه الصلاة والسلام وحذرنا من الخروج عنه فقال جل وعلا في سورة الأنعام: "وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون" (الأنعام/153) .
وهكذا اخبرنا العزيز الغفور في آخر سورة النور عند وصف المؤمنين وأنهم يتبعون النبي الأمين عليه الصلاة والسلام ويقتدون به في كل حين وحذرهم الله جل وعلا غاية التحذير من مخالفة هذا النبي البشير النذير عليه الصلاة والسلام فمن خالفه فقد عرض نفسه لفتنة الحياة والعذاب بعد الممات قال الله جل وعلا: "إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله وإذا كانوا معه على أمر جامع لم يذهبوا حتى يستئذنوه إن الذين يستئذنوك أولئك الذين يؤمنون بالله ورسوله فإذا استئذنوك لبعض شأنهم فأذن لمن شئت منهم واستغفر لهم إن الله غفور رحيم. لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم لدعاء بعضكم بعضا قد يعلم الله الذين يتسللون منكم لواذا فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم" (النور/62-63) .
قوله تعالى: "لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا" المصدر هنا "دُعاء" "لا تجعلوا دعاء الرسول" إما أن يكون مضافا إلى الفاعل فلا تجعلوا دعاء الرسول لكم إذا دعاكم للاجتماع لا تجعلوا هذا الدعاء منه كما هو الحال في دعاء بعضكم لبعض وإن شئتم حضرتم وإن شئتم تخلفتم وإن شئتم بعد الحضور فارقتم هذا المجلس هذا يكون فيما بينكم أما هذا النبي عليه الصلاة والسلام إن دعى فالإجابة واجبة وإذا حضرت فما ينبغي أن تتخلف وأن تخرج وأن تفارق إلا بإذن منه عليه الصلاة والسلام.