وهكذا رحمة الله تكون لمن اقتدى بخير خلق الله على نبينا وآله وصحبه صلوات الله وسلامه وقد أشار الله إلى هذا الأمر في سورة الأعراف عندما حكى ما جرى من كليمه ونجيه موسى على نبينا وعليه الصلاة والسلام من مناجاة بينه وبين ربنا الرحمن مع وفده الذين اختارهم مع قومه كانوا سبعين رجلاً يقول الله جل علا مخبراً عما جرى في تلك المناجاة من ذلك قول الله جل وعلا حكاية كما قلت عن كليمه ونجيه ونبيه موسى على نبينا وعليه الصلاة والسلام يقول نبي الله موسى كما حكاه الله جل وعلا عنه: "واكتب لنا في هذه الدنيا حسنة وفي الآخرة إنا هدنا إليك"، (تبنا إليك ورجعنا إليك) قال: "عذابي أصيب به من أشاء ورحمتي وسعت كل شيء فسأكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكاة والذين هم بآياتنا يؤمنون".
ثم بين من يتصفون بهذه الصفات فقال جل وعلا: "الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوباً عندهم في التوراة والإنجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم فالذين آمنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي أنزل معه أولئك هم المفلحون" (الأعراف/157) .
رحمة الله تكون لهؤلاء والفلاح يكون لهؤلاء الذين يتبعون الرسول النبي الأمي على نبينا وعلى آله وصحبه صلوات الله وسلامه "الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر يحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم فالذين آمنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي أنزل معه أولئك هم المفلحون" (الأعراف/157) .
وعليه خرج النصارى من هذا الوصف وخرج اليهود من هذا الوصف وخرجت كل أمة ضالة ملعونة من هذا الوصف لا ينال وصف الفلاح ولا يحصل رحمة الله إلا من اقتدى بنبينا خير خلق الله على نبينا وآله وصحبه صلوات الله وسلامه.