"لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضاً" والآية تحتمل أن تكون من إضافة المصدر إلى المفعول لا تجعلوا دعاءكم للرسول علية الصلاة والسلام ومناداتكم له عندما تنادونه لا تجعلوا هذه المناداة وهذا الدعاء كما ينادي بعضكم بعضا فإياك ثم إياك أن تقول يا محمد يا ابن عبد الله لا يصح هذا، هذا رسول الله خير خلق الله عليه الصلاة والسلام قل يا نبي الله يا رسول الله يا أفضل خلق الله فلا تنادوا رسول الله عليه الصلاة والسلام كما ينادي بعضكم بعضا "لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا ".
وقد نص الإمام ابن حجر الهيثمي على أن من ذكر النبي عليه الصلاة والسلام وأضافه إلى أبيه ولم ينعته بنعت النبوة والرسالة فينبغي أن يعزّر وأن يؤدب التأديب البليغ عندما يقول قال محمد بن عبد الله، يا عبد الله ألا تنعته بما نعته رب العالمين "محمد رسول الله " عليه الصلاة والسلام "ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين" (الأحزاب/40) .
فإذا ذكرته قل: " قال حبيبنا محمد عليه الصلاة والسلام " قال رسول الله " " قال خاتم أنبياء الله " على نبينا وعليهم جميعا صلوات الله وسلامه. ولا يضاف إلى أبيه إلا عند بيان نسبه عليه صلوات الله وسلامه وما عدا هذا "لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا" فإذا دعاكم لدعوته شأن وإذا دعوتموه فتأدبوا غاية التأديب مع هذا النبي الحبيب عليه الصلاة والسلام "لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا قد يعلم الله الذين يتسللون منكم لواذاً" – يختفون ويلوذ الواحد بالآخر ليخرج من الاجتماع الذي دعاهم إليه خاتم الأنبياء – عليه صلوات الله وسلامه – وهذا يحصل من المنافقين.