الأكبر حصول المسرة للإنسان وحصول الفرح في قلبه عند خذلان المؤمنين وانكسارهم في هذه الحياة وعند انتصار الكافرين وتقدمهم في هذه الحياة خذل المسلمون فشلوا في موقعه في أي أمر من الأمور طار فرحا. تقدم الكافرون طار فرحا هذا من علامة النفاق الأكبر وليس له حظ في الاسلام ويدخل في هذا أيضا نقيض هذه الصفة أن تظهر على الإنسان المسارة إذا انتصر المسلمون وأن تظهر عليه المسارة إذا انكسر الكافرون فكل هذا من علامات النفاق الأكبر وهو كما قلت مخرج لصاحبه من ملة الاسلام ومخلد له في أسفل دركات النيران وقد أخبرنا الله جل وعلا عن المنافقين في السورة التي سماها باسمهم في سورة المنافقون أنهم يتمنون انفضاض المسلمين عن النبي الأمين عليه الصلاة السلام وأنهم يدعون العزة لأنفسهم ولا يريدونها لعباد الله الصالحين.
{هم الذين يقولون لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا ولله خزائن السماوات والأرض ولكن المنافقين لا يفقهون، يقولون لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ولكنً المنافقين لا يعلمون} .
فهكذا كل من اتصف بشيء من هذه الصفات هو خارج من دين رب الأرض والسماوات وقد جاء هذا مقررا في كثير من الآيات المحكمات ففي سورة النساء يقول رب الأرض والسماء {ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به ويريد الشيطان أن يضلهم ضلالا بعيدا وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله وإلى الرسول رأيت المنافقين يصدون عنك صدوداً} إلى أخر الآيات التي سأقرأها عليهم بعد بيان سبب نزولها.