إخواتي الكرام إذا كان النفاق كما تقدم معنا هو اختلاف السر والعلن والمدخل والمخرج واختلاف الظاهر والباطن فإن النفاق ينقسم إلى قسمين اثنين باتفاق أئمتنا الكرام وقد ثبت هذا في سنن الترمذي في كتاب الإيمان نر باب صفة المنافق عن إمام المسلمين وسيدهم في زمنه أبي سعيد الحسن البصري عليه رحمة الله ورضوانه أنه قال كما في سنن الترمذي في المكان المشار إليه النفاق نِفَاقَان نفاق التكذيب ونفاق العمل فالنفاق ينقسم إلى قسمين اثنين نفاق أكبر وهو نفاق التكذيب ونفاق أصغر وهو نفاق العمل وهذا موضوع موعظتنا في هذه الموعظة المباركة ونسأل الله أن يحفظنا من النفاق بقسميه وأن يجعلنا من المؤمنين إنه أرحم الراحمين وأكرم الأكرمين إخواتي الكرام، أما النفاق الأكبر وهو نفاق التكذيب فهذا هو المخرج من ملة الاسلام وهذا هو الموجب لصاحبه الخلود في النيران ومحله القلب والجنان بحيث ينطق الإنسان بالإيمان عن طريق اللسان لكنه يبطن في قلبه الجحود والكفران ويدخل في هذا النفاق أعني النفاق الأكبر نفاق التكذيب يدخل فيه أيضا اعتقاد الإنسان لما يناقض أصل الإيمان فمن وجد في قلبه شئ يناقض أصل الإيمان كما يتصف بذلك أهل التباب والخسران فهذا من المنافقين النفاق الأكبر ونفاقه نفاق تكذيب وليس له في الإسلام نصيب وهو من المخلدين في نار جهنم يوم الدين هذا الذي يدخل في هذا النفاق أيضا كما قلت أن يقوم في قلب الإنسان شرر يناقض أصل الإيمان كما لو اعتقد الإنسان أنه لا يجب عليه أن يصدق النبي عليه الصلاة والسلام فيما أخبر ولا يجب عليه أن يطيعه فيما أمر ولا يجب عليه أن يطيعه فيما عنه نهى وزجر وحذر فمن قام هذا في قلبه وجعل النبي عليه الصلاة والسلام واحدا من الأنام كلامه قابل للحق وللبطلان من جعل هذا النبي عليه الصلاة والسلام فلا شك في نفاقه وإن شهد بلسانه لاإله إلا الله محمد رسول الله عليه الصلاة والسلام ويدخل في هذا النفاق أعني النفاق