هذا كلام وضيع -كما قلت- وينبغي للإنسان أن يتقي ربه في كلامه، فكما أنه لا يجوز للإنسان أن يكذب على النبي عليه الصلاة والسلام لا يجوز له أن يكذب كلام النبي عليه الصلاة والسلام، ولا يجوز له أن يرد كلام النبي عليه الصلاة والسلام، وأي محظور في معنى الحديث؟ وإذا كان نبينا - صلى الله عليه وسلم - يستغفر لنا بعد موته، هل يلزم من ذلك أننا نعبده، وإذا كان يستغفر للصحابة في حال حياته هل يعني هذا أن الصحابة عبدوه من دون الله جل وعلا، لا ثم لا، إنما بشارة من ربنا، ومنحة من مولانا تكرم بها علينا وأظهر فضل نبينا عليه الصلاة والسلام فلنحمد الله على هذه النعمة الجليلة، اللهم إنا نسألك أن تعرضنا على نبيك عليه الصلاة والسلام في هذه الحياة بخير صورةٍ يا رب العالمين، كما نسألك أن تشفعه فينا يوم الدين، وأن تجمعنا معه في جنات النعيم إنك أرحم الراحمين وأكرم الأكرمين.
إخوتي الكرام: هذا ما يتعلق بالأمر الأول في لمحة موجزة عن الحياة البرزخية التي تكون لأنبياء الله ورسله وهم خير البرية، على نبينا وعليهم صلوات الله وسلامه.
وأما الأمر الثاني: دفع إشكال يثيره كثير من أهل اللغط والجدال في هذه الأيام ويقدمون فهمهم المعكوس على ما صرحت به النصوص ولا يعدمون بعد ذلك نصاً ظاهراً _ كما يقولون _ موهم، ثم بعد ذلك يتعلقون به ليقرروا قولهم، وليتهم فهموا تلك النصوص على حسب النصوص الواضحة الصريحة المحكمة، فإذا وجد في النصوص محكم ومتشابه ما يحتمل دلالة، وما يحتمل دلالتين، ينبغي أن نردَّ المتشابه إلى المحكم إذا كنا نؤمن بالله جل وعلا، وينبغي أن نفهم النصوص على ضوء بعضها لا أن يهمل النصوص الصحيحة الصريحة الدلالة، ثم لنأتي لنص عام ونقول: (هذا يدل على خلاف ما قلتم، وهذا النص يدل على أن الموتى لا يسمعون وأن الموتى لا يشعرون وأن الموتى لا يعلمون بما يجري حولهم ويدور) .