لا ثم لا، فالعبادة لا تكون إلا لرب النبي عليه الصلاة والسلام ولرب الخلق أجمعين فله الخلق والأمر وله العبادة وحده لا شريك له، سبحانه وتعالى ونحن لا نتكلم في دين الله عن طريق آرائنا وأهوائنا، إنما أمر تكرم الله به علينا، وأخبرنا أننا إذا لم نلق نبينا عليه الصلاة والسلام فلم نحرم بركته فلنحمد الله على ذلك، إذا أكرم الله الصحابة الكرام برؤية النبي - صلى الله عليه وسلم - واستغفار النبي لهم حياً، لا يعني هذا أن الصحابة كانوا يعبدون الني عليه الصلاة والسلام، فنحن إذ حرمنا إحدى الأمرين، حَرَمَنا الله وله الحكمة البالغة، من اكتحال أعيينا برؤية خير الخلق نبينا عليه الصلاة والسلام، أنُحْرَمُ الفائدة الثانية، فلا يستغفر لنا النبي عليه الصلاة والسلام ولا نعرض عليه في عالم البرزخ وليس بيننا وبينه لقاء ولا اتصال؟ لا ثم لا، هو مبارك وبركة على هذه الأمة حياً وميتاً، وهو الذي أُرْسِلَ رحمةً للعالمين فكيف تُحرم أمته بركته بعد موته عليه الصلاة والسلام.
وهذا الحديث كما قلت إخوتي الكرام إنه حديث صحيح وقد وصل الشطط بعض المتنطعين في هذا الحديث فقالوا: هذا حديث موضوع، والله إنه كلامٌ وضيع وما ينبغي أن يقال نحو حديث نبينا الحبيب الشفيع عليه الصلاة والسلام، حديث يثبت بسند على شرط الشيخين مرسلاً، ويثبت عن عبد الله بن مسعود متصلاً، ويصححه جهابذة المحدثين، ويروى من طريق أنس رضي الله عنه بسندٍ ضعيف، ثم يتجرَّأ من يتجرَّأ في هذا الوقت فيقول: (هذا حديث موضوع) .