فهذا شيخ الإسلام الإمام الهيثمي في مجمع الزوئد يبوب على الحديث فيقول (باب ما يحصل لأمته من استغفار النبي - صلى الله عليه وسلم - لهم لها لأمته بعد موته) .
وبوَّب عليه في كتاب كشف الأستار عن زوائد الإمام البزار، قال: (باب ما يحصل للأمة بسبب النبي - صلى الله عليه وسلم - في حياته وموته) ، وبوَّب عليه الإمام الحافظ ابن حجر في كتاب المطالب العالية فقال: (باب بركة النبي - صلى الله عليه وسلم - حياً وميتاً) .
نعم إخوتي الكرام، تعرض أعمالنا على نبينا عليه الصلاة والسلام فإن رأى خيراً حمد الله وإن رأى غير ذلك استغفر الله لهذه الأمة المباركة المرحومة، فهو بنا رؤوفٌ رحيم وهذه الأمة كما تعرض أعمالها، تعرض هي أيضاً على نبينا بالغداة والعشي، فانظر يا عبد الله على أي حال ستعرض على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
روى شيخ الإسلام الإمام ابن المبارك في كتاب الزهد والرقائق من زيادات نعيم بن حماد على روايات المروزي عن شيخ الإسلام عبد الله بن المبارك رضي الله عنهم أجمعين، وانظروا الأثر في صفحة 46 كما قلت من رواية نعيم في زياداته في روايات كتاب الزهد لشيخ الإسلام ابن المبارك عن سعيد بن المسيب وهو من أئمة التابعين قال: ليس يوم إلا ويعرض على نبينا - صلى الله عليه وسلم - أمته بالغداة والعشيِّ ليشهد عليهم لأن الله يقول: {فكيف إذا جئنا من كل أمةٍ بشهيدٍ وجئنا بك على هؤلاء شهيداً، يومئذٍ يود الذين كفروا وعصوا الرسول لو تسوى بهم الأرض ولا يكتمون الله حديثا} .
فليشهد نبينا - صلى الله عليه وسلم - على هذه الأمة تعرض هذه الأمة على نبيها في كل يوم، في أول النهار وفي آخره، بالغداة والعشي، تعرض مرتين على نبينا عليه الصلاة والسلام وأعمالها تعرض عليه، فما رأى من خيرٍ حمد الله عليه، وما رأى من شرٍ استغفر الله لهذه الأمة ما وقعت فيه.
والحديث كما قلت إخوتي الكرام حديث صحيح (?) .