وقد تقد معنا إخوتي الكرام ما يتعلق بهذا الحديث من قصة وقعت في القرن السادس الهجري مع ليث الملوك وتقيهم العبد الصالح نور الدين الشهيد محمود زنكي المتوفي 569هـ، تقدم معنا قصة طريقة ضمن مباحث النبوة، خلاصتها أنه عند ما جاء ما بعض النصارى واستوطنوا المدينة المنورة وأظهروا الإسلام وهم يبطنون الكفر ثم بدؤوا بعد ذلك يحفرون من مكان قريب من جوار مسجد نبينا الحبيب - صلى الله عليه وسلم - ليصلوا من تحت الأرض في سرداب إلى بدنه الطاهر المبارك فظهر النبي - صلى الله عليه وسلم - في الرؤيا لهذا الملك العادل الصالح تقي الملوك وليثهم نور الدين الشهيد وقال له يا محمود أنقذني خلّصني من هذين ويشير إلى رجلين بعلامات عرفها هذا العبد الصالح، وكان أميراً في بلاد الشام، ورأى هذه الرؤيا ونبينا عليه الصلاة والسلام يقول أنقذني ثم نام وهو فزع لا يعلم المراد فرأى النبي عليه الصلاة والسلام ثانية ويقول خلصني من هذين ثم نام الثالثة وهو فزع ولا يعلم المراد فرأى النبي عليه الصلاة والسلام يقول خلصني من هذين، فجمع الشيوخ في وسط الليل وما طلع الفجر، وعرض عليهم ما رآه وقالوا: طرأ طارئ في المدينة المنورة على منورها صلوات الله وسلامه فينبغي أن تركب لتتحقق من الخبر، فما طلع الفجر ولا أذن الصبح، فركب خيله وسار الجيش معه حتى وصل إلى المدينة المنورة، وأمر بأن يحضر جميع أهل المدينة للقائه، فلم ير الصفة التي رآها في النوم في الرجلين اللذين يطلب نبينا - صلى الله عليه وسلم - من هذا الأمير الصالح أن يخلصه منها، فقال: هل بقي من أحد: قالوا: رجلان مجاوران فقيران مسكينان، قالوا: عليَّ بهما، فلما دخلا أشار إلى صاحبه، فقبض عليهما، ثم حقق معهما، وقد استأجرا داراً قرب مسجد نبينا عليه الصلاة والسلام، ويحفران من الداخل وينقلان التراب في الليل إلى البقيع، ليصلا إلى جسد نبينا الحبيب الشفيع عليه صلوات الله وسلامه، فضرب رقابهما وكرَّ