إخوتي الكرام: إن المؤمنين بعد موتهم في حياة برزخية، والحياة البرزخية لا يعلم كنهها وكيفيتها إلا رب البرية، نعم نحن نثبت ما أثبتته النصوص الشرعية وردت به الآثار السلفيلة، ونفوض العلم بالكيفية إلى رب البرية جل وعلا.
وتقدم معنا أن الآثار دلت على ما تقدم فينبغي أن نقول بذلك، فهذا من باب الإيمان بالغيب، وإدخال العقل في مسائل الغيب من أشنع العيب، وإن هذا تطاول على الرب جل وعلا، فإذا أخبرنا من لا ينطق عن الهوى نبينا فداه أنفسنا وآباؤنا وأمهاتنا - صلى الله عليه وسلم - إذا أخبرنا بهذه القضية وأن الأموات يسمعون ويشعرون بمن يزورهم ويردِّدون عليه السلام فلا كلام لمتكلم بعد كلام نبينا عليه الصلاة والسلام.
إخوتي الكرام: وهذا الأمر إذا ثبت للمؤمنين فهو ثابت عن طريق أكمل والحياة الأفضل للنبيين ولنبينا الكريم - صلى الله عليه وسلم - من ذلك قسط عظيم، يتناسب بمقامه عند رب العالمين.
وسنتداري في هذه الموعظة أمرين اثنين يتعلقان بهذا المبحث.
الأمر الأول: فيما يتعلق بأحوال أنبياء الله ورسله عليهم الصلاة والسلام في البرزخ وفي أن ما ثبت للمؤمنين يثبت لهم عن طريق الأكمل والحياة الأفضل، ثم أختم هذه الموعظة بدفع إشكال تعلق به أهل الفهم المعكوس وأكثروا بفهمهم المعكوس من الشغب حول ما ثبت من النصوص.