.. ومع ما في الموت من غصص وكرب فهو محبوب لأهل الفضل والأدب كيف لا وهو الذي يوصل المؤمن إلى لقاء الرب وما عند الله خير للأبرار رحمة الله على الإمام القانت منصور بن إسماعيل الشافعي الضرير توفي سنة 306 هـ السير 14/278، والعزلة ص73 وطبقات الشافعية للسبكي 3/478 يقول ونعم ما قال:
قد قلت إذا مدحوا الحياة فأكثروا ... في الموت ألف فضيلة لا تعرف
منها أمان عذابه بلقائه ... وفراق كل معاشر لا ينصف
... هذان الأمران: القناعة في هذه الحياة واستحضار الموت في كل حين.
... الاتصاف بهذين الأمرين يلزمنا باختيار العجز على الفجور.
... نعود إلى الكلام على المذاهب الأربعة:
... ... جرى تشويش كثير حول المذاهب الأربعة سادتنا الكرام الإمام أبي حنيفة النعماني والإمام مالك بن أنس والإمام الشافعي والإمام أحمد بن حنبل عليهم جميعاً رحمة الله ورضوانه. فقيل هذه المذاهب بدعة وقيل الالتزام بها شرك في الطاعة وقيل إنها فرقت بين المسلمين وقيل من احتكم إليها لم يحتكم إلى شرع رب العالمين وقيل لا نقلدها ولا نقلد أبا بكر وعمر رضوان الله عليهم أجمعين وقيل وقيل كلام باطل هزيل ذكرت بعض من قال به في هذه الأيام ونسأل الله حسن الختام. وقلنا سنتدارس هذه المذاهب من ثلاثة أمور:
1. معالم عشرة لا بد من وعيها على التمام لنكون على بينة من المذاهب الأربعة.
2. موقف أهل الرشد والوفاق من المسائل التي حصل فيها اتفاق وافتراق.
3. سبب الاقتصار على المذاهب الأربعة المتبعة عند العقول النيرة المشرقة.
... ... المعالم العشرة التي ينبغي أن نعيها ولولا أن تكون بدعة لقلت للناس اكتبوها وعلقوها في بيوتكم وكتابتها في ورقة وتعليقها قليل في حقها ونقشها في الجبين قليل في حقها ينبغي أن تنقش في القلوب وأن يعيها كل مسلم لا سيما في هذا الزمن زمن الفتن والعيوب.