الصلاة والسلام وأنا رضيت لكم ما رضيه لكم ابن أم عبد، يعني عبد الله بن مسعود.
إخوتي الكرام: هذا هو سماع سلفنا الكرام الطيبين يستمعون القرآن، يتلون كلام الرحمن إذا سمعوه وجلت قلوبهم، اقشعرت جلودهم، دمعت أعينهم، هذه أوصافهم رضي الله عنهم وأرضاهم، فما الذي حصل بعد ذلك كما تقدم معنا أن الأمر تغير وقد ذكرت كثيراً من بدع المتأخرين من الصوفية كيف عكفوا على القصائد ولأشعار وضموا إليه الرقص وفعلوا هذا في بيوت الله عز وجل وزعموا أنهم يذكرون الله ويعبدونه بهذه العبادات المحدثة المبتدعة، خاب سعيهم وضل علمهم، وقد وضحت بدعتهم وقلت في أخر الموعظة الماضية سنتدارس بدعة جدت في هذه الأيام، وهي بدعة الأشعار الجهادية من قبل من يجاهدون بالكلام عملوا أيضاً أشعاراً وقصائد وقالوا هذه أشعار الجهاد ينبغي أن يعكف عليه العباد من أجل بعث الحماس في قلوبهم أن أشعارهم كأشعار من المتأخرين من الصوفية، وأن أشعار هاتين الفرقتين أشعار المجاهدين في ذلك الحين، وأشعار من خرفوا من الصوفية أن هذه الأشعار كالأشعار المجونية كأشعار أهل الغناء سواء بسواء.