ثبت في طبقات الإمام ابن سعد والأثر في كتاب (الحلية) لأبي نعيم، ورواه الإمام ابن عساكر في (تاريخ دمشق) ، وابن حبان في صحيحه، وإسناده صحيح أن الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين كانوا إذا اجتمعوا يقول سيدنا عمر رضي الله عنهم وأرضاه للصحابي الجليل أبي موسى الأشعري يا أبا موسى ذكرنا ربنا، وفي بعض روايات طبقات الإمام ابن سعد يا أبا موسى شوقنا إلى ربنا فيقرأ القرآن وينصت له الصحابة الكرام، وهذا المسلك أخذوا من نبينا عليه الصلاة والسلام فهو الذي سن لنا استماع القرآن والإصغاء إليه، وهو الذي علمنا تلاوة القرآن فاستمع لحال النبي عليه الصلاة والسلام في ذلك لتقتدي به فهو أسوتنا وقدوتنا عليه صلوات الله وسلامه ثبت في مسند الإمام أحمد والحديث في الصحيحين وسنن الترمذي وسنن أبي داود والحديث في أعلى درجات الصحة من رواية أبي موسى الأشعري رضي الله عنه وأرضاه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال له لقد مررت بك البارحة يا أبا موسى وأنت تقرأ القرآن لو رأيتني وقد مررت بك وأنا أستمع إلى قراءتك لقد أوتيت مزماراً من مزامير آل داود] أي صوتاً رطباً ندياً عذباً كما كان هو الحال في صوت نبي الله داود، فأوتيت هذه العذوبة في صوتك كأنه صوت من مزامير آل داود، كأنه صوت من حنجرة نبي الله داود، فشبه الصوت هنا بالمزمار بجامع العذوبة في كل، لكن صوت المزمار حرام، وصوت الحنجرة الرطبة الندية حلال فانتبه لهذا، عذوبة هنا حلال وعذوبة هناك حرام لما يترتب عليها من آثام وضلال، وسيأتينا في بحثنا أن آلات المزامير والعازف كلها حرام، والاستماع لها فسق، والتلذذ بها كفر، واستحلالها ردة وخروج عن شريعة الله جل وعلا، ورد في تكملة الحديث في رواية الحاكم في المستدرك وابن حبان في صحيحه ومعجم الطبراني الكبير قال أبو موسى الأشعري للنبي - صلى الله عليه وسلم - يا رسول الله [لو علمت بكائك لحبرته لك تحبيراً] أي لو كنت أعلم أنك تسمع لزدت في