إخوتي الكرام: هذه بعض ... فوائد الذكر، قوة للقلب، إذا قوى القلب قوى البدن واستعان العبد بالرب سبحانه وتعالى، وإذا كان للذكر هذه الفائدة، فكما تقدم معنا أن أفضل الأذكار كلام العزيز القهار ألا وهو القرآن العظيم الذي أنزله الله علينا ليخرجنا من الظلمات إلى النور، أمرنا الله جل وعلا بتلاوته، وأمرنا بالاستماع والإصغاء إليه، وحذرنا من إهمال تلاوته وعدم سماعه، وجاءت الآيات تقرر هذا بكثرة في كتاب الله عز وجل وقد اعتبر الله عز وجل من أعظم مننه علينا أن أرسل رسوله - صلى الله عليه وسلم - ليتلو علينا آيات الله وليخرجنا من الظلمات إلى النور، قال الله جل وعلا في سورة (آل عمران) {لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولاً من أنفسهم يتلوا عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلالٍ مبين} وأخبرنا الله جل وعلا أنه أمر نبيه عليه الصلاة والسلام وأمر المؤمنين بتلاوة كتابه المبين فقال جل وعلا في سورة (النمل) : {إنما أمرت أن أعبد رب هذه البلدة الذي حرمها وله كل شيءٍ وأمرت أن أكون من المسلمين * وأن أتلوَ القرآن} .
وقال الله جل وعلا في سورة (العنكبوت) : {اتلُ ما أوحيَ إليك من الكتاب وأقم الصلاة، إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون} .
وأخبرنا الله جل وعلا عن عظم الأجر وبركة التجارة التي يحصلها من يتلو كلام الله جل وعلا في هذه الحياة فقال تعالى في سورة (فاطر) : {إن الذين يتلون كتاب الله وأقاموا الصلاة وأنفقوا مما رزقناهم سراً وعلانيةً يرجون تجارةً لن تبور} .
والآيات في ذلك كثيرة، وكما أمرنا الله جل وعلا بتلاوة كلامه أمرنا بالإصغاء والاستماع إليه فقال جل وعلا في آخر سورة (الأعراف) : {وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون} .