في الجزء الثاني صفحة أربعة وأربعين وأربعمائة 2/444.
إخوتي الكرام بهذا الجملة المباركة أطاقت الملائكة حمل عرش الرحمن، نعم إن الذكر قوت للقلب وقوة له، ولذلك يقوى البدن أيضاً، ولذلك قال الإمام المبارك ابن تيمية عندما جلس يذكر الله من صلاة الغداة إلى منتصف النهار قال هذه غدوتي، ولولاها لسقطت قوتي، وهذا الأدب العظيم، وهذه العبادة الفاضلة أعرض عنها كثير من المسلمين، فأصيبوا بوهن في قلوبهم وبضعف في أبدانهم، إن من يحضرون في صلاة الفجر قلة قليلة ومن يذكرون الله بعد صلاة الغداة حتى تطلع الشمس في بيوت رب الأرض والسموات أقل بكثير من يحضرون صلاة الفجر، وما أعلم ما أصاب الأمة في هذه الأيام، والذي يجلس في مصلاه بعد ما يؤدي صلاة الفجر في جماعة يذكر الله حتى تطلع الشمس ثم يصلي ركعتين له أجر عظيمٌ عظيم جليل كبير عند الله الجليل، ثبت في سنن الترمذي بسندٍ حسن من رواية أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال [من صلى الفجر في جماعة ثم قعد في مصلاه] يعني في المسجد [يذكر الله حتى تطلع الشمس ثم صلى ركعتين كتب له كأجر حجة وعمرة تامه، تامه، تامه] ، هذا كلام النبي عليه الصلاة والسلام، وهو في سنن الترمذي، ومروي عن عدة من الصحابة الكرام رضوان الله عليهم أجمعين، رواه الإمام الطبراني في معجمه الكبير بسندٍ جيد.
كما في المجمع والترغيب والترهيب من رواية أبي أمامة رضي الله عنه وأرضاه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال [من صلى الغداة في جماعة ثم جلس يذكر الله حتى تطلع الشمس ثم صلى ركعتين كان بمنزلة حجة وعمرة] انقلب بأجر حجة وعمرة، والحديث رواه الإمام الطبراني أيضاً في معجمه الأوسط وإسناده حسن من رواية عبد الله بن عمر رضي الله عنهم أجمعين بمعنى الروايتين المتقدمتين أن [من صلى الفجر في جماعة ثم جلس في مصلاه يذكر الله حتى تطلع الشمس ثم صلى ركعتين كتب له أجر عمرة وحجة متقبلتين] .