والفقر لي وصف ذات لا زم أبدا ... كما الغنى أبدا وصف له ذات

وهذه الحال حال الخلق أجمعهم ... وكلهم عنده عبد له آت

فمن يعني مطلبا من غير خالقه ... فهو الظلوم الجهول المشرك العاتي

...

أخص وصف فينا الفقر وأخص وصف ربنا الغنى

وكان شيخ الإسلام ابن تيمية يقول:

أنا المكدي وابن المكدي ... وهكذا كان أبي وجدي

هذا حالنا هذه صفتنا وتلك صفة ربنا وحقيقة من استحضر ضعفه وقوة الله ومن استحضر فقره وغنى الله ومن استحضر ذله وعز الله سيهاب من الله وسيخاف منه ولابد وهذا هو خوف الإجلال خوف التعظيم لا سبب آخر.

والصفة الرابعة في صفات ربنا الكريم التي توجب علينا أن نجله وأن نعظمه اعترافا بحقه علينا دون شيء آخر سبحانه غني كريم بكل شيء عليم على كل شيء قدير غني عن العالمين هو أكرم الأكرمين وأرحم الراحمين يجب أن يجود وجوده بغير قيود ولا حدود سبحانه وتعالى من أجل ذلك خلق هذا العالم من أن يجود ويتكرم عليه.

وقد أمرنا الله أن نسأله وأخبرنا أننا إذا لم نسأله فسيغضب علينا لأنه كريم كما أن العباد يغضبون من سؤالك فالله يغضب من عدم سؤالك وقارن بين الأمرين لتعلم عزة الربوبية وذله العبودية إذا سألت العباد غضبوا وضجروا وإن تركت سؤال الرب غضب عليك ومقتك وقال ربكم أدعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون من عبادتي سيدخلون جهنم داخرين وقال ربنا جل وعلا وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا لي لعلهم يرشدون.

وقد ثبت في مسند الإمام أحمد وسنن الترمذي وابن ماجه والحديث رواه الحاكم في مستدركه بسند صحيح كالشمس من رواية أبي هريرة رضي الله عنه قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "من لم يسأل الله يغضب عليه لم تتعرض لنفحات الله ولجوده ولكرمه من لم يسأل الله يغضب عليه".

طور بواسطة نورين ميديا © 2015