من استحضر هذه المعاني في ربنا سيجله تعظيما له وحياءاً منه وإجلالا له سواء بعد ذلك أدخلك الجنة أو النار فهذا لا دخل لك فيه ولا ينبغي أن تفكر فيه إنما ينبغي أن تفكر أن تجل الله جل الله جل وعلا وإذا تكرم عليك بالجنة زيادة كرم وفضل وإذا منّ عليك بالنجاة من النار زيادة كرم وفضل أما هو إله عظيم جليل كريم له علينا حق العبادة وينبغي أن نخافه في كل حين.
ويحذركم الله نفسه هذه الصفة الرابعة صفة الغنى..
وأما الصفة الخامسة صفة الجلالة والعظمة سبحانه ما أجله سبحانه ما أعظمه وعظمة الله وجلاله لا يمكن أن نوفيها عشر معشارها إذا أردنا أن نتدارسها إنما سأشير إلى شذرات من جلالة الله من عظمة الله ذكرها الله في سيده أي القرآن وأفضل آياته على الإطلاق وهي آية الكرسي.
ثبت في المسند وصحيح مسلم والحديث رواه الإمام أبو داود ورواه الحاكم في المستدرك مستدركا به على الصحيحين وهو أهم فهو في صحيح مسلم من رواية أبي أمامة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأبي بن كعب أي آية في كتاب الله أعظم فقال أبي بن كعب آية الكرسي يا رسول الله عليه الصلاة والسلام فضرب النبي عليه الصلاة والسلام في صدره وقال ليهنك العلم أبا المنذر هنيئا لك بالتوفيق والسداد والتوفيق للعلم وإصابة الجواب ليهنك العلم أبا المنذر.
الله لا إله إلا هو الحي القيوم تأمل ما في هذه الآية من إشارات إلى عظمة رب الأرض والسماوات وسنتدارس ثلاثة منها في هذه الآية الكريمة.