والله لو كان عندنا قلوب تخشى علام الغيوب لتفطرت عندما نرى هذه المساجد بيوت ربنا في هذه الحالة، ويكفينا سفاهة وضلالة أنا خرجنا عن هدي أئمتنا، ولم نتبعهم فيما قرروه من أمور ديننا، وجاء بعد ذلك المتأخرون المتطفلون ينبذ هذه الكيفية بأنها ضلال، وأن السنة الثابتة هي كذا، وكأن الأمة الإسلامية منذ عهد عمر إلى من بعده لا تعي السنة ولا تعرفها.
إخوتي الكرام: لابد من وعي هذه القضية.
المثال الثاني: الذي أردت أن أذكره طويل أرجئه – إن شاء الله – أيضاً إلى أول الموعظة الثانية لأذكر هـ ولأذكر أيضاً إن شاء الله الفريق الثاني الذي هوَّن من شأن البدعة وقال: لا بدعة في الإسلام، وحولوا بعد ذلك بيوت الله إلى مراقص ينبحون فيها كما تنبح الكلاب، ويزعمون أنهم يذكرون الكريم الوهاب، وإن قلت لهم كيف تفعلون هذا؟ يقولون نذكر الله بعبادات لم ترد بها شرع الله، يحرِّفون أيضاً ذكر الله ويرقصون في بيوت الله ثم بعد ذلك يقولون: إننا نذكر الله، ولا بدعة في الإسلام، إنما نريد بذلك وجه الله.
ليس من طريق المسلمين التهويل ولا التهوين ولا الإفراط ولا التفريط، إنما طريقنا صراط مستقيم، ودين الله بين الغالي والجافي.
أسأل الله أن يلهمنا رشدنا وأن يجعل هوانا تبعاً لشرع نبينا عليه الصلاة والسلام وأن يرزقنا اتباع أئمتنا، إنه أرحم الراحمين وأكرم الأكرمين. أقول هذا القول وأستغفر الله.
الخطبة الثانية:
الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولي الصالحين، وأشهد أن نبينا محمداً عبد الله ورسوله خير خلق الله أجمعين، اللهم صلي على نبينا محمد وعلى جميع الأنبياء ولمرسلين، وسلم تسليماً كثيرا، وارض اللهم عن الصحابة الطيبين وعمن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين.