في رواية كعب بن مالك يقول: (فصلى فريق في الطريق إيمانا واحتسابا وأخر فريق صلاة العصر فصلوها بعد غروب الشمس إيمانا واحتسابا) أي هم يؤمنون بالله، وبأن محمداً رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وما ينطق عن الهوى، وقد بذلوا ما في وسعهم لفهم مراد النبي عليه الصلاة والسلام، وأرادوا بعملهم وجه الله، فمن صلى في الطريق فهو مؤمن محتسب، ومن أخر العصر وصلاها في بني قريظة فهو مؤمن محتسب، {لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم} (?) وهى النبات الخالصة صلى لأنه فهم هذا وأراد به وجه الله، وأخر الصلاة فهم هذا وأراد به وجه الله، فعلام يضلّل بعضنا بعضًا وعلام يكفر بعضنا بعضا، والأمر احتمله الدليل وإذا كنا نريد بفعلنا وجه الله الجليل فعلام الاختلاف وعلام القيل والقال؟
أخوتي الكرام: ذكر الله لنا جل وعلا في كتابه خصومة وقعت وعرضت على نبيين كريمين على نبي الله داود وعلى نبي الله سليمان على نبينا وعليهما الصلاة والسلام وقد حكم النبيان في هذه القضية، فأثنى الله عليهما، ثم أشار إلى فرية الابن على الأب، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، لكن لا يعنف ذاك، بل أثنى عليه ومدح وأثيب، يقول الله جل وعلا: {وداود وسليمان إذ يحكمان في الحرث إذ نفشت فيه غنم القوم وكنا لحكمهم شاهدين ففهمنها سليمان وكلا آتينا حكماً وعلماً} (?) .