والقصة مؤجزة مختصرة، رعت ماشية في حرث إنسان، قيل كان حبة، وقيل عنبا تدلّت عناقيده، رعته ونفشت فيه وأهلكته ليلا، ولم تبق منه شيئا، فرفعت القضية إلى نبي الله داود عليه الصلاة والسلام فقال لصاحب البستان: خذ الغنم مقابل ما أتلفته الغنم من زرعك، خذ الغنم، فعرضت القضية على نبي الله سليمان، فقال: لو كان القضاء لي لقضيت بخلاف هذا، فقال والده بأي شيءٍ تقضي يا بني؟ قال: كنت أعطي البستان لصاحب الغنم ليصلحه إلى السنة الآتية حتى إذا صار فيه الحب أو العنب أعاده صاحب الغنم لصاحب البستان وأخذ غنمه، وأعطى الغنم لصاحب البستان لينتفع بدرها وصوفها ونسلها ولبنها، فبعد ذلك إذا عاد بستانه كما كان أعاد الغنم لصاحب الغنم، فهذا ينتفع بنتاج الغنم مقابل ما فاته من نتاج وثمر بستانه، ذاك لا نضيع الغنم، فقضى داود بهذا بعد ذلك، والله أثنى على عبده سليمان، وعلى نبيه داود على نبينا وعليهما الصلاة والسلام.

{ففهمناها سليمان وكلاً آتينا حكما وعلما} ثبت في صحيح البخاري معلقاً بصيغة الجزم عن الحسن البصري والأثر وصله الإمام ابن عبد البر في كتاب (جامع بيان العلم وفضله) والإمام أبو نعيم في حلية الأولياء عن الحسن البصري رحمة الله عليه أنه قال: (لولا هذه الآية لظننت أن القضاة هلكوا) فقد أثنى الله على سليمان بإصابته وعذر داود باجتهاده.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015